السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضع بين أيديكم مدينة من مدن محافظة الأنبار و هي المدينة المركز
و التي لطالما كان لها الأثر البالغ و الدور المؤثر
في سياسة و تاريخ العراق و مقاومة المحتل
( الرمادي)
الرمادي مدينة تمتد على أوسع بقعة من قلب العراق تنبض بأصالة عربية وهوى عراقي يشرئب الى الشرق من غرب الوطن مدينة تنبض بقيم الأصالة والكرم العربي الأصيل وضيافة الصحراء وأخلاق الفرسان.
قبائلها العربية تمتد جذورها على مساحة واسعة من الطيف العراقي ففيها وإليها ومنها أخوة العراقي الذي كلما اشتدت الصعاب يشتد عوده بالتآخي وحب الوطن.
مرّت عليها طيور الظلام والموت وعاثت بها فساداً ولكن أهلها الطيبين شمروا عن سواعد المجد والنخوة العربية الأصيلة وأزاحوا عن وجهها الجميل آثار الدخان ومضوا نحو الشمس... نحو العراق... نحو وحدة الدم والمصير.
يمتد تأريخ الأنبار الى عمق التأريخ الإنساني الذي وجده العراقي قبل آلاف السنين حين لعبت الرمادي دورا مهما في تأريخ العراق.
على مد الصحراء
ونقاء الليل..
أرسم خطوط العشق
قلادة تحميك من شرور الطغاة
وأكتب قصيدة حب
تروى ظمأ قلبي العطشان
الى لقاء طالما انتظرته
وحان العناق
مدينتي
أزورك من خلال الكلمات
لعلي أروي عطشاً قديماً.
مدينة الرمادي تلك المدينة الممتدة على أفق الصحراء حامية السماء والأفق وعين البلاد على ملكوت البيد، تلك المدينة التي تعود الى زمن المناذرة والتي جاء اسمها من خزين الحنطة، ويعني ذلك الخير الوفير وسلة الخبز.
كانت الرمادي حصن الحماية ومازالت كذلك والى القادم من الغد.
مساحتها الجغرافية ثلث العراق
محافظة الأنـبار مركزها مدينة الرمادي وتقع في نهاية القسم الغربي من العراق تبلغ مساحتها (138579) كم مربعاً وهي تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة بين محافظات العراق حيث تؤلف (32%) من مجموع مساحة العراق.
الرمادي تقع في وسط العراق.. تبعد عن غرب بغداد بحوالي (100) كلم، وهي مركز محافظة الأنبار.. وخلال الحرب العالمية الأولى قامت القوات البريطانية بالقتال على أراضي المدينة بقيادة الجنرال فريدريك ستانلي ماودي عام 1917.
تقع المدينة إلى جنوب غرب العراق.. يبلغ عدد سكان مدينة الرمادي(400,000) نسمة، تحتوي على خط السكة الحديد الرئيس الذي يقود إلى سوريا، بدأت على أرض الرمادي نهضة عمرانية وذلك بسبب الموقع البعيد عن أحداث الحرب العراقية الإيرانية، وهي تعتبر مدينة مهمة بالنسبة للتجارة بين العراق والأردن وسوريا، كما أنها مرتبطة بخطوط مواصلات سريعة مع العاصمة العراقية بغداد، فضلا عن المدن الأخرى القريبة من الحدود الغربية للبلاد، وفي المدينة مواقع أثرية قديمة جداً.
تأريخ عريق وحاضر مشرق
يعود تأريخ الرمادي الحديث الى بدايات العصر العثماني حيث أسس مدينة الرمادي والي بغداد مدحت باشا الذي حكم بين عامي 1869 و 1872.
وأصبحت بعد ذلك مدينة يرتادها المسافرون ليتزودوا بالطعام، في عام 1932 تم إنشاء طرق مواصلات تمر بالمدينة ما أدى إلى نهضتها العمرانية بعد أن انتشرت فيها المساكن، ومن بين القبائل العربية التي سكنتها الدليم، وزوبع، وعنزة، والعكيدات..
وبين الرمادي والفلوجة يقع مطار “سن الذبان” الذي أسسه البريطانيون عام 1935، في غرب الفرات، بالقرب من الحبانية..
وقد كان معسكراً تنقل إليه القوات الجوية البريطانية من المعسكرات الأخرى.. سكن الجيش العراقي المدينة منذ عام 1955 بعد أن ألغيت معاهدة (30) حزيران 1935 والتي تنص على أن تقوم بريطانيا بإنشاء قاعدتين جويتين في الرمادي والشعيبة.
وفي نيسان عام 1956 فتحت أقنية مائية لبحيرة الحبانية.
مخزن الحنطة وعين الصحراء
معنى كلمة الأنبار جاءت من مصطلحات اللغة العربية أسوة بأغلب المدن العربية التي أخذت أسماءها مما تشتهر به من معالم أو تميزها بصفة من الصفات الجغرافية.
و كلمة أنبار كلمة عربية تعني? المخزن.. اسماها المناذرة الأنبار لأنها كانت مخزناً للعدد الحربية أو لأنها كانت مخزناً للحنطة والشعير والتبن.. تعد من أهم المدن في فترة الإحتلال الساساني على العراق، لأنها ذات مركز حربي مهم لحماية العاصمة المدائن من هجمات الروم.
وفي العصر العباسي اتخذها الخليفة أبو العباس محمد بن عبد الله العباسي سنة 134 هـ عاصمة ثانية للدولة العباسية بعد الكوفة وبنى فيها قصوراً حيث أقام فيها أبو جعفر المنصور إلى أن بنى مدينة بغداد سنة 145 هـ.
تعد طريقاً برياً يربط نهر الفرات والبحر المتوسط بالخليج العربي لذلك فإن الجيوش الداخلة والخارجة من العراق تمر بهذه المنطقة.
وقد تعرضت المنطقة إلى عدد من الهجرات القادمة في الجزيرة واستقر المهاجرون فيها وشيدوا القصور والمعابد.. وهي إحدى المناطق المشهورة بإنتاج القير وصناعة السفن في العراق القديم وبعض مدنها مازالت تحتفظ بأسمائها القديمة مثل مدينة هيت.
أرض الوديان وبحيرة الحبانية
تعد محافظة الأنبار جزءاً من هضبة الجزيرة العربية، سطحها متموج تظهر عليه بعض التلال الصغيرة وعدد كبير من الوديان مثل وادي حوران ونظراً لانحدار أراضيها وفقر نباتها الطبيعي فهي معرضة للتعرية الشديدة.. تعمل المياه السطحية والباطنية والرياح على تنويع سطحها، حيث يصل أعلى ارتفاع للهضبة الغربية بالقرب من الحدود الأردنية إلى ما يزيد على(800) متر فوق مستوى سطح البحر وتنخفض في مناطق الحبانية إلى (75) متراً فوق مستوى سطح البحر.. يقطع نهر الفرات طريقه في الهضبة الغربية والتي تنحدر صخورها تدريجياً باتجاه منخفضات الثرثار والحبانية والرزازة، وفي بعض المناطق يكون مجرى نهر الفرات وعراً ولذا تظهر الصخور الكلسية والجبسية على طريق النهر.
تتميز بمناخها شبه الصحراوي وقلة سقوط الأمطار والتباين الكبير بين درجة حرارة الليل والنهار وانخفاض الرطوبة. ترتفع الحرارة فيها صيفاً إلى (32) درجة مئوية، وتنخفض شتاءً فتصل إلى (9) درجات مئوية.
الرياح فيها شمالية غربية وجنوبية غربية أحياناً وتبلغ أقصى سرعة لها (21) مثانية.. يبلغ معدل سقوط الأمطار شتاءاً إلى (115) ملم.
من أهم المحاصيل الزراعية فيها البطاطا الربيعية والخريفية ثم الحنطة والشعير والذرة الصفراء ومجموعة الخضراوات والأبصال والأعلاف.. فيها عدد من البساتين وتحوي (5ر2) مليون شجرة.. تعتمد الزراعة فيها على الإرواء السيحي أو بالواسطة وعلى الآبار والعيون والأمطار.
تضم العديد من المدن منها:
الرمادي (مركز المحافظة وأكبر مدن المحافظة)..
الفلوجة (ثاني أكبر مدينة في المحافظة وأكبر قضاء في العراق)..
هيت، عانة، راوة، الرطبة، القائم، حديثة، وغيرها..
وتقطنها العديد من العشائر العربية التي جاء بعضها بعد الفتح الإسلامي لكن العشيرة السائدة في المحافظة هي عشيرة الدليم..