- الحنان والرضاعة الطبيعية تزيد نسبة الذكاء
- اللعبة المناسبة تنمى فهم ولغة ومهارات المولود
الطفل لا يمتلك ذكاء واحدا بل أكثر من ذكاء، ويرجع ذلك لنموه الحركى والإدراكى والاجتماعى، ولمدى اعتماده على نفسه فهذا الذكاء يعد محصلة عاملين هما الوراثة والبيئة، فالذكاء لدى الأطفال العاديين هو محصلة متوسط ذكاء الأب والأم.
كما أنه محصلة أيضا البيئة التى إما أن تزيد من ذكائه إذا كانت غنية تساعد على تنمية مهاراته، وإما أن تضعف من الذكاء الفطرى لهذا الطفل.
وتقول الدكتورة منى سند أستاذ طب الإعاقة المساعد ورئيس وحدة التدخل المبكر بمركز معوقات الطفولة جامعة الأزهر: إن ذكاء الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يكون أكثر اعتمادا على الأسرة، أما في مرحلتي الطفولة الوسطى والمتأخرة فتوجد عوامل أخرى مؤثرة على ذكائه مثل المدرسة و مجموعة الأصدقاء.
ولذلك فإنه على الأم قبل أن تحاول تنمية مهارات طفلها أن تدرك مدى استجابته للمثيرات الخارجية وملاحظته منذ لحظة مولده للتأكد من صحة علامات نموه مثل استيقاظه فى ميعاد محدد للرضاعة، والتأكد من سلامة حواسه ومدى استجابتها للمنبهات.
مثل حاسة السمع، فمثلا لابد على الطفل الالتفات للأصوات العالية بأن يرمش، وأن تحدث الأم طفلها بطبقات متعددة مرتفعة ومنخفضة وحادة وغليظة، وتنمية حاسة البصر بأن يشاهد الألوان المختلفة والصور والرسوم. اللعب ضرورة لطفلك
وتقول الدكتورة عفاف عويس أستاذ علم النفس بكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة: إن اللعب يمثل دورا مهما فى تنمية مهارات ذكاء الطفل وقدراته العقلية مما يساعده على التعلم، فمن المفيد وضع لعبة موسيقية زاهية الألوان فوق فراش الطفل منذ اليوم الأول، فكلما كان محيط الطفل غنياً، كلما زادت فرصة نموه العقلى.
فبحلول الشهر الثالث يستطيع الطفل تمييز لعبته المفضلة وسيحاول الوصول إليها والإمساك بها، من المهم أن تكون تلك اللعب بألوان وأشكال مختلفة لتنمية حاسة الطفل فى التمييز بين الأشياء المختلفة عن طريق البصر، واللمس، والسمع.
مثل الشخاشيخ الملونة واللعب المرنة التى تصدر أصواتاً أو موسيقى وتجذب الانتباه، والأطفال فى هذه السن كثيراً ما يضعون اللعب فى أفواههم كوسيلة لمعرفة الأشياء، فيجب على الأبوين التأكد من عدم وجود أية أجزاء باللعبة يمكن أن يبتلعها الطفل، والتأكد من نظافتها.
وتضيف الدكتورة عفاف أن الطفل الأكبر سناً تفيده اللعب التى تجر، وترص، وتسير إلى الخلف والأمام، أو من النوع الذى يساعد على التوفيق بين الألوان والأشكال.
كذلك الكتب المصنوعة من القماش أو البلاستيك والتى تتميز بالصور الكبيرة والبارزة والتى يمكن أن يمسكها الطفل ويهزها. يمكن أن يستخدم الأبوان هذه الكتب أيضاً بشكل مفيد لطفلهما، فتستطيع الأم أن تشير وتشرح للطفل أسماء ووظائف الأشياء الموجودة فى صور الكتاب، فذلك يساعد على تنمية اللغة والفهم عند الطفل.
كما يمثل التقليد عاملا مساعدا فى تنمية ذكاء الطفل فانتباه الطفل لما حوله مثل سلوك والدته ومحاولة محاكاة أفعالها يزيد ذكاءه بل فى كثير من الأحيان يعد التقاط الطفل لسلوك الآخرين مؤشرا على نموه بشكل سليم، فالطفل ما بين 3 و4 أشهر تزيد علاقته بوالدته ويجب الاستفادة من ذلك.
الحنان ينمى الذكاء
وتضيف الدكتورة منى أن اهتمام الأمهات بالأطفال يساعد على رفع درجة ذكائهم وزيادة مهارة القراءة والذاكرة لديهم، وإحساس الطفل بأمه يزيد حجم منطقة (الهايبوكامباس) في دماغه، تلك المنطقة المسئولة عن الذاكرة والتعلم فجرعات الحنان التى تدعم الأم بها طفلها تفيد ذكاءه.
فأساليب التربية التي تعتمد على القهر والإهمال تحد من مستوى نمو ذكاء الطفل، وفي دراسة حديثة أجريت على نحو 300 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 7 و10 سنوات، تبين للباحثين أن إحساس الطفل بحب والديه ورعايتهما له وحرصهما على تشجيعه وتقبل أخطائه ومعالجتها.
يؤدي إلى نمو ذكائه مقارنة بقرينه الذي يعيش في ظروف أخرى حيث يمارس الأبوان القهر والعنف معه، ولا يقدمان له الرعاية الكاملة،حيث إن شعور الطفل بالحرمان داخل أسرته يؤثر على ذكائه، ومفهومه لذاته، والحرمان هنا لا يعني فقدان أحد أبويه بالسفر أو الوفاة أو الطلاق.
وإنما هو الشعور بنقص المثيرات المختلفة التي يتعرض لها الطفل، مثل (الحرمان الاقتصادي) الذي يؤدي إلى الحرمان من القصص واللعب والمصروف الشخصي، إضافة إلى "الحرمان المعرفي"، وهو حرمانه من الوسائل التي يمكن أن تستثير نموه المعرفي.
كالسماح له بالتعبير عن رأيه و الاستماع إليه والحديث معه ومتابعته دراسيا وتشجيعه على النجاح والتفوق، و(الحرمان الاجتماعي) أيضا، ويتمثل في عدم تشجيعه على أن يكون له أصدقاء، وعدم حثه على الاستقلال والاعتماد على النفس.
(الحرمان الانفعالي) ويعني شعور الطفل بعدم المساواة بينه وبين إخوانه وعدم بث الثقة في نفسه.
الرضاعة ضرورة
كما أثبتت دراسة حديثة أخرى أن الرضاعة الطبيعية تفيد فى رفع قدرات الذكاء لدى الطفل، فقد أجرى باحثون من النرويج والدانمارك دراسة على نحو 350 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 13 شهرا و5 سنوات لمعرفة الفترة التي حصلوا خلالها على رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل.
وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تقل عن 3 أشهر كانوا عرضة لانخفاض مستوى الذكاء إلى أدنى من المتوسط عن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر.
كما كشفت دراسة حديثة أيضا أن الأطفال الأكثر وزنا يكونون أكثر ذكاء ويمكن أن يكون سبب ذلك هو أن الأطفال الأثقل وزنا قد حصلوا على غذاء أفضل في رحم الأم فى أثناء المراحل المهمة لنمو المخ.
وقد اختلفت أوزان الأطفال الذين تناولتهم الدراسة من كيلو جرام ونصف إلى 4 كيلو جرامات تقريبا، ثم اختبرت نسبة الذكاء بعد 7سنوات، وبشكل عام، فقد وجدت الدراسة أنه كلما زاد وزن الطفل عند الولادة ازدادت نسبة الذكاء قليلا.
اختبارات الذكاء
وتوضح الدكتورة منى أن هناك اختبارات للذكاء والتى تتوقف على كل مرحلة عمرية، فالطفل الرضيع أقل من سنتين له اختبارات محددة تختلف عن الأطفال الآخرين.
كما توجد قياسات متعددة مثل قياس النمو الادراكى والحركى والاجتماعى واللغوى والذاكرة، وتتراوح نسب الذكاء العادية من 85 إلى 115 وهذه النسبة هى نتيجة استجابات الطفل لمقاييس محددة.
منقوووووووووووول